الاتاكسيا
احببت ان يكون موضوعي الاول بعد غياب عن المدونة عن يوم التوعية العالمي لمرض الاتاكسيا و الذي يصادف ال٢٥ من سبتمبر و الذي كان بالأمس. الكثير منكم قد يتسأل و يتعجب عند السماع به للوهلة الأولي و قد تعجبت و تسألت أيضاً عند سماعي به. لأولائك اللذين لا يعرفون فالاتاكسيا هو عبارة عن مرض يسبب خلل في الحركة من حيث التوازن و يتضرر جزء من الدماغ الذي يتحكم بتناسق الحركة في جسم الانسان و يختلف الخلل من شخص لآخر و لا يحدث لفئة عمرية معينة اي من الممكن ان يحدث منذ الولادة او في فترة المراهقة او ما بعد فترة المراهقة و من الممكن ان يسبب شلل تام للجسم او شلل نصفي او خلل في الحركة بحيث يواجه الشخص المصاب صعوبة في المشي، النطق، التوازن.....الخ، و قد تتساؤلون كيف لي ان تعرفت علي الاتاكسيا فهو الذي ساهم في توطيد علاقتي بخالتي غادة، فهي الشخص الذي غير الاتاكسيا مجري حياتها و قرر تحطيم آمالها و طموحاتها و قد شخصت حالتها قبل تقريبا ١٠ سنوات مضت، كان تغيير مفاجئ لها علي الصعيد الشخصي و علي العائلة. الإعاقة بشكل عام لها تأثير علي الحالة النفسية و من شانها تدمير الشخص بشكل كامل و لكن غادة حاولت و حاولت حتي تمكنت من تدمير الاتاكسيا علي الصعيد النفسي و انه لا يمكن لهذه الإعاقة ان توقف أحلامها و طموحاتها.
كانت غادة من الأشخاص المثابرين و المجتهدين منذ الطفولة، فقد كانت طالبة متميزة منذ سنوات المدرسة الابتدائية و حتي سنوات الجامعة و كانت تطمح لأن تصبح صيدلانية و لكن شاء الاتاكسيا ان يخطف ذلك الحلم منها و جعل سنوات المثابرة تضيع و قد اضطرت ان تتوقف عن الدراسة بسبب تواصل الحركة المستمرة التي تطلبتها الدراسة في الجامعة و التي كانت تشكل عائقا كبيرا لها أنذاك، و قد شكل ذلك صدمة في نفسها و لكن ثابرت غادة علي مر السنين بأن تنشر قضيتها و ان تعرّف الناس علي هذا المرض، فقد شاركت و لازالت تشارك في كثير من ورشات العمل في ليبيا و علي شبكات التواصل الاجتماعي. فهي اهتمت بقضية الإعاقة بشكل عام أياً كان نوع هذه الإعاقة و الاتاكسيا بشكل خاص، اهتمت بحق ذوي الإعاقة في المجتمع و انه يجب علينا في الوطن العربي ان نركز علي قضية ذوي الإعاقة و احتياجتهم كأي شخص عادي، و تعمل علي المساعدة بأبسط شي يمكن تقديمه. علي الصعيد الشخصي، غادة هي اخت و صديقة قبل ان تكون خالتي فهي تدعمني في الكثير من الأشياء من ناحية الدراسة او في الحياة العملية، تحب المفاجآت و تنشر السعادة في كثير من الأشخاص. ساعدتني علي رؤية الحياة من منظور مختلف جداً عن قبل و جعلتني أنضج أكثر في اتخاذ قرارات كثيرة أيا كانت و مع هذا لازلت أريد ان أنضج أكثر من خلالها....
احيانا اتمني لو أستطيع ان أساهم اكثر كفرد في هذه القضية و لكن ساستمر في المساهمة في نشر الوعي و تعريف الناس بالأتاكسيا و لو بجملة. فحاولوا ان تساهموا في نشر الوعي و ان لا تجعلوه يقتصر علي يوم ال٢٥ من سبتمبر فقط .
Comments
Post a Comment